ديناميك هوم

اننا هنا لا نتحدث عن خيال أو ألعاب الالكترونية انه واقع وسنعيشه قريبا..فقد توصل مجموعة من الخبراء في قسم الكمبيوتر بجامعة تامبر في فلوريدا إلى صنع جدران ضوئية ثلاثية الأبعاد، وهي جدران تستخدم تقنية “الواقع الافتراضي”, فالواقع الافتراضي يعرف على أنه برنامج يمثل بيئات تخيلية ثلاثية الأبعاد يستطيع المستخدم لهذه العوالم ابتكار شخصيات افتراضية تجسده تسمى (avatars) وأيضا بناء وتصميم المباني والمجسمات والقيام بمختلف أنواع الأنشطة والتعرف والتواصل مع أشخاص آخرين من مختلف بقاع العالم.

من هنا أنطلق العلم لاختراع منزل تستطيع فيه ربة المنزل أن تضع جداراً هنا أو تزيل جداراً هناك يتناسب مع متطلبات الأسرة أو عدد المعازيم .. “ديناميك هوم”!

قد يبدو للبعض أن هذا شيئا غير معقول ولكن لنتذكر أن الجدار ما هو الا فاصل أو حاجز نبتعد عنه إذا وجد لكيلا نصطدم به، لذلك لا حاجة في أن نصطدم به لندرك أنه جدار:).. أما بالنسبة للمنزل من الخارج فحتما سوف تكون جدرانه صلبة، فالمنازل اليابانية مثلاً تُبنى بالطوب أو الخشب من الخارج فقط، أما من الداخل فتقسم بسواتر ورقية معتمة يمكن تحريكها حسب الحاجة، وفي المستقبل القريب سيكون بنفس الطريقة.. الاكتفاء ببناء الجدران الصلبة حول الدار (وبالطبع الحمامات وغرف النوم) وترك داخل المنزل مفتوحاً نقسمه بجدران الضوء كما نشاء.
ليس هذا فقط بل يمكن أيضا خلق مناظر طبيعية خلابة لا يمكن تمييزها عن الواقع.. فمثلا يمكن من المنزل أن نعيش في جزر المالديف ونستمتع بمناظر طبيعية بدل الاكتفاء بجدران مصمتة..
وفي الحقيقة أن خلق صور الواقع الافتراضي تقنية موجودة منذ فترة وتستعمل في عروض الليزر واستديوهات هوليوود غير أن تكلفتها الباهظة وتعقيدها الكبير يمنعان انتشارها بين العامة. أما في حين توفر المال للشخص كأغنى رجل في العالم فسوف يستطيع بناء منزل ساحر وفريد.

ف “بيل جيتس” أغنى رجل في العالم ورئيس شركة مايكروسفت طغى الكمبيوترفي منزله “منزل الأحلام”على كل شيء.
فحين قرر بناء قصره الجديد على ضفاف بحيرة سياتل زوده بتقنيات متطورة وبرمجيات معقدة. فبحكم خبرته البرمجية وثرائه الفاحش (وتوفر عباقرة الكمبيوتر في شركته) بنى منزل الأحلام وأطلق عليه اسم زانادو 2.0″ وهو اسم منزل تشارلز فوستر كين، الشخصية الرئيسية في الفيلم الأمريكي الشهير “المواطن كين”.
يضم أكثر من 100حاسب آلي تتحكم تلقائياً بكل صغيرة وكبيرة. كما يضم نظام استشعار ذو تقنية عالية تشعر بقدوم الإنسان فتضيء الأنوار وتصدح الموسيقى وتفوح رائحة عطره المفضل، كما يمكن للضيف تغيير الصور واللوحات التي تزين الجدران والطقس عبر جهاز تحكم.

وهذا المنزل لا يضم لوحات فنية عادية، بل كشافات ليزرية مخفية تعطي كل مرة لوحة مختلفة ومنظاراً متحركة بالغة الروعة والجمال.. وبسبب حب زوجته لأسماك الزينة يخلق الكمبيوتر أحواضاً افتراضية في الأماكن المرغوبة تضم كل يوم أنواعاً جديدة. 
استغرق بناء المنزل سبع سنوات، وعند اكتمال البناء عام 1988، بلغت التكلفة 66 مليون دولار، أما اليوم فيبلغ سعر المنزل 125 مليون دولار، وتم استخدام نصف مليون قدم من الخشب لبناء المنزل، وعمل به 300 عامل، من بينهم 100 شخص متخصص في الكهرباء.

وبالطبع لا يمكن لشخص عادي تحمل نفقات كهذه، غير أن التجارب تثبت أن تقنيات كثيرة كانت حكراً على الأثرياء لكن سرعان ما ينخفض سعرها وتصبح شائعة بين الناس تماماً كباقي التقنيات مثل الدش والجوال.
والاختراع الذي ظهر مؤخراً في جامعة تامبر يبشر بقرب خروج التقنية الجديدة من قصور الأثرياء إلى بيوت العامة والبسطاء..  

حينها سنخلق منزلا نغيير تقسيمه كيف نشاء ونستمتع بمختلف المناظر الطبيعية والطقوس متى نشاء Ã°ÂŸÂ˜ÂŠ.

انتقال إلى الأعلى